سورة الرعد - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{المر} قيل معناه أنا الله أعلم وأرى. {تِلْكَ آيات الكتاب} يعني بالكتاب السورة و{تِلْكَ} إشارة إلى آياتها أي: تلك الآيات آيات السورة الكاملة أو القرآن. {والذى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ} هو القرآن كله ومحله الجر بالعطف على {الكتاب} عطف العام على الخاص أو إحدى الصفتين على الأخرى، أو الرفع بالابتداء وخبره {الحق} والجملة كالحجة على الجملة الأولى، وتعريف الخبر وإن دل على اختصاص المنزل بكونه حقاً فهو أعم من المنزل صريحاً أو ضمناً، كالمثبت بالقياس وغيره مما نطق المنزل بحسن اتباعه. {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} لإِخلالهم بالنظر والتأمل فيه.


{الله الذى رَفَعَ السموات} مبتدأ وخبر ويجوز أن يكون الموصول صفة والخبر {يُدَبّرُ الأمر}. {بِغَيْرِ عَمَدٍ} أساطين جمع عماد كإهاب وأهب، أو عمود كأديم وأدم وقرئ: {عَمَدٍ} كرسل. {تَرَوْنَهَا} صفة ل {عَمَدٍ} أو استئناف للاستشهاد برؤيتهم السموات كذلك، وهو دليل على وجود الصانع الحكيم فإن ارتفاعها على سائر الأجسام السماوية لها في حقيقة الجرمية، واختصاصها بما يقتضي ذلك لا بد وأن يكون بمخصص ليس بجسم ولا جسماني يرجح بعض الممكنات على بعض بإرادته وعلى هذا المنهاج سائر ما ذكر من الآيات. {ثُمَّ استوى عَلَى العرش} بالحفظ والتدبير. {وَسَخَّرَ الشمس والقمر} ذللهما لما أراد منهما كالحركة المستمرة على حد من السرعة ينفع في حدوث الكائنات وبقائها. {كُلٌّ يَجْرِى لأَجَلٍ مُّسَمًّى} لمدة معينة يتم فيها أدواره، أو لغاية مضروبة ينقطع دونها سيره وهي {إِذَا الشمس كُوّرَتْ وَإِذَا النجوم انكدرت} {يُدَبِّرُ الأمر} أمر ملكوته من الايجاد والإِعدام والإِحياء والإِماتة وغير ذلك. {يُفَصِّلُ الآيات} ينزلها ويبينها مفصلة أو يحدث الدلائل واحداً بعد واحد. {لَعَلَّكُمْ بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} لكي تتفكروا فيها وتتحققوا كمال قدرته فتعلموا أن من قدر على خلق هذه الأشياء وتدبيرها قدر على الإِعادة والجزاء.


{وَهُوَ الذى مَدَّ الأرض} بسطها طولاً وعرضاً لتثبت عليها الأقدام ويتقلب عليها الحيوان. {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ} جبالاً ثوابت من رسا الشيء إذا ثبت، جمع راسيه والتاء للتأنيث على أنها صفة أجبل أو للمبالغة. {وأنهارا} ضمها إلى الجبال وعلق بهما فعلاً واحداً من حيث إن الجبال أسباب لتولدها. {وَمِن كُلِّ الثمرات} متعلق بقوله: {جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثنين} أي وجعل فيها من جمع أنواع الثمرات صنفين اثنين كالحلو والحامض، والأسود والأبيض والصغير والكبير. {يُغْشِى الَّيْلَ النَّهَارَ} يلبسه مكانه فيصير الجو مظلماً بعدما كان مضيئاً، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر {يُغَّشِي} بالتشديد. {إِنَّ فِى ذلك لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فيها فإن تكونها وتخصصها بوجه دون وجه دليل على وجود صانع حكيم دبر أمرها وهيأ أسبابها.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8